Start of Main Content

إرفين كوتلر

حضر إرفين كوتلر المؤتمر الدولي ضد العنصرية سنة 2001 بديربان بجنوب أفريقيا وهو يشعر بالحماس والرجاء. ولكنه غادره خائب الأمل.

نسخة كاملة مكتوبة

إرفين كوتلر: لقد مثلت شوارع ديربان من ضمن المسيرات والأناشيد أسوأ كلمات الكره والحقد مثل: "يا للأسف أن الهولوكوست لم يكن قد أُنجز".

إنني أعتقد أن المؤتمر بلغ حدا لا يصدق وتحول إلى مهرجان للكراهية والحقد. لم أر مثل هذا الشيء في حياتي أبدا.

دانيل جرين: إرفين كوتلر, وزير العدل بكندا في السابق, حضر سنة 2001 المؤتمر الدولي ضد العنصرية بديربان بجنوب أفريقيا وهو آملا ومتحمسا. كوتلر يفتكر ذلك المؤتمر برعب وفزع وسماه "نقطة تحويل اللاعنصرية إلى موجة جديدة من اللاسامية".

مرحباً بكم بأصوات حول معاداة السامية, سلسلات بودكاست لمتحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة أمكنتها مؤسسة أولفر وألزابيت ستانتون. أنا دانيل جرين. نقوم كل أسبوع باستدعاء ضيف لنلفت النظر للطرق العديدة التي تؤثر على عالمنا اليوم من معاداة السامية والكره. أقدم لكم الوزير إرفين كوتلر.

إرفين كوتلر: المؤتمر بديربان نوى أن يكون مؤتمرا ضد العنصرية. في الواقع كان المؤتمر يمثل أول مؤتمر دولي لحقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين. وعلاوة على ذلك فإن المؤتمر أقيم في جنوب أفريقيا كرمز لإحتفال بذكرى تعرية نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) كجزء من الصراع ضد العنصرية.

ولكن الشيء الذي حدث هناك كان من العكس, فتحول المؤتمر إلى جلسة ضد إسرائيل واليهود, وطالب بتعرية سياسة إسرائيل كدولة عنصرية.

قبل ذلك أقيمت عدة مؤتمرات تمهيدية ومحلية, آخرها في طهران التي منعت مندوبي دولة إسرائيل وكل منظمة يهودية غير حكومية من الاشتراك في المؤتمر. وهكذا كانت هناك الكثير من الإشارات التي تدل على ما كان سيحدث في المستقبل.

والكثير لا يفتكر ما الذي حدث في ديربان. لا ندري لمذا مثلت ديربان جذابة للكراهية والحقد.

تشمل الاسامية التقليدية اضطهاد اليهود وانكار حقوقهم كأقلية بالعيش كأعضاء متماثلين في مجتمع مضيف أين ما كانوا.

والاسامية الجديدة تمثل اضطهاد إسرائيل وإنكار حقوقها كدولة وأيضا إنكار حقوق الشعب اليهودي بالعيش كأعضاء متماثلين في كل الدول.

الشيء الذي تمثله مدينة ديربان هو الخطر الذي ينتج عن ما أسميه أنا بـ "الكراهية المعترف بها من قبل الدولة". ورأيي أن هذا هو من أخطر أشكال وأنواع الاسامية التي نشاهدها في قرننا هذا.

إذا نفتكر الدرس الذي تعلمناه من الإبادات الجماعية بسربرنيتشا ورواندا فسوف نرى أن تلك الإبادات لم تحدث سوى بسبب القتل ولكن أيضا من أجل تعليم الإحتقار والإنكار من قبل الدولة.

وصفت المحكمة الدستورية العليا بكندا الهولوكوست وقالت: "لم يبدأ الهولوكوست باستعمال غرف الغاز ولكن بدأ بكلمات".

وإنني آثر بقوة حرية التعبير. درست الحقوق بجامعة يايل في الولايات المتحدة التي هي ومز لحرية التعبير. وتعلمت فيما بعد أن تلك الحرية هي أساس الديمقراطية. والقانون الوطني والدولي يمنع التحريض على العنف والإبادة.

و في دولة مثل كندا لدينا قوانين تمنع تشجيع الكراهية المتعمد واحتقار مجموعة معينة في الأماكن العامة. وهذا جزء من عدم وجود حرية التعبير. هذا النوع ليس من حرية التعبير لأنه يمنح اقتحام الأهميات التي تشكل حرية الكلمة ـ البحث عن الحقيقة وديمقراطية الأفكار واستقلال وأمانة الناس.

وأعتقد أن مشكلتنا اليوم هي أننا تساهلنا كثيرا مع هذا الحوار المعاد لليهود لمدة فترة طويلة. وأظن أيضا أن بإمكاننا أن نعين جماهير لكي تنتقد هذه العنصرية وتفوز عليها.